مساهمة الرياضيات في معالجة الأورام السرطانية

تعد الأورام السرطانية من أكثر الأمراض فتكا بالبشر، لذا يسخر المختصون والباحثون ‏الدراسات العلمية والتجارب المخبرية من اجل التوصل إلى علاج ناجع لكل منها حيث يلجأ ‏هؤلاء إلى مختلف فروع العلوم بهدف تحقيق هذا الأمر. إلا أن بحثاً فريداً نشر مؤخرا يستخدم ‏علوم الرياضيات للتنبؤ بسلوك الورم السرطاني بغرض محاربته والقضاء عليه.

تمكن ‏باحثون من الولايات المتحدة الأميركية و بريطانيا من تطوير نموذج رياضي يساعد على تحديد سلوك الأورام السرطانية التي تصيب الإنسان و التنبؤ ‏بحالتها المستقبلية خلال فترة زمنية ‏قادمة مما قد يسهم في تحديد نوع العلاج الأمثل لكل مرحلة. وكان الدكتور الكسندر أندرسون ‏المختص بعلوم الرياضيات من جامعة "دندي"البريطانية قد عمل على تطوير نموذج رياضي يمكن ‏من خلاله التنبؤ بنشاط الخلايا السرطانية وحالة الورم من جهة انتشاره وتطوره على نحو ‏مشابه لما يقوم بها راصدو الطقس في توقعهم للحالة الجوية المستقبلية.

و بمعاونة باحثين من الولايات المتحدة تم إجراء تجارب ‏مخبرية وبحوث رياضية في هذا المجال هدفت إلى ‏التركيز على ظروف البيئة المحيطة للورم باعتبارها عاملا مساعدا في تثبيط نمو الورم أو ‏زيادة سرعة انتشاره.

و أشارت النتائج الدراسة التي نشرتها دورية الخلية إلى أن هذا ‏النموذج الرياضي يركز على البيئة المحيطة التي تنمو فيها الخلايا السرطانية حيث بإمكانه ‏التنبؤ بسلوك الورم من خلال دراسة وتقييم وضع النسيج المحيط. وطبقا للدراسة فقد اظهر ‏هذا النموذج أن جعل ظروف البيئة المحيطة بالأورام أكثر صعوبة لنمو الخلية السرطانية من ‏خلال استخدام علاجات معينة، ستتسبب في أن تصبح الخلايا السرطانية الناجية أكثر شراسة واشد ‏عنفا، فهي قد تحول بضع خلايا سرطانية متبقية في العضو المصاب عقب إزالة الورم، إلى ورم ‏سرطاني ينتشر في أنحاء الجسم المختلفة.

وهكذا يأمل الباحثون من خلال تطوير برنامج حاسوب ‏في المستقبل بتطبيق مبادئ هذا النموذج الرياضي من محاربة هذا المرض الخطير و القضاء عليه مما قد يرجع البسمة للآلاف من الأشخاص ، و هكذا تكون الرياضيات قد لعبت دورا هاما في المحافظة على أرواح العديدين و نشر السعادة و الأمل بين الناس .