18‏/09‏/2010

أبو بكر الرازي



ولد أبو بكر الرازي بالري بجنوب طهران نحو سنة  864م وتوفي ببغداد عام 924 م ، وعُرِفَ منذ نعومة أظفاره بحب العلم؛ فاتجه منذ وقت مبكر إلى تعلم الموسيقى والرياضيات والفلسفة، ولما بلغ الثلاثين من عمره اتجه إلى دراسة الطب والكيمياء، فبلغ فيهما شأنًا عظيما، ولم يكن يفارق القراءة والبحث والنسخ، وكان جل وقته موزع بين القراءة والبحث في إجراء التجارب أو الكتابة والتصنيف.

وكان الطبيب البارع والكيميائي المبدع الذي لقبوه بـأبي الطب والكيمياء. ترك للبشرية ثروة علمية معرفية يضمها نحو 230 مؤلفا في علوم الطب والفلسفة والفلك والفيزياء والكيمياء والرياضيات والعلوم الدينية .
و يعد أول من استحضر حمض الكبريتيك .. وأول من استخرج الكحول من المواد السكرية والنشوية.. ودفع الكيمياء لخدمة الطب ليحقق بذلك فتحا علمياً باهراً. كما أنه كان على درجة فائقة من المهارة في التجريب والإبداع .. وكان من أبرز ما توصل إليه علاج (الحمى) باستخدام الماء البارد .. واستعمال الخيوط المصنوعة من الأمعاء في خياطة الجروح .. وهي نفس الطريقة التي يستخدمها الجراحون في عصرنا الحاضر
وعندما أراد الخليفة العباسي (عضد الدولة ) بناء مستشفى في بغداد عهد إليه مسؤولية اختيار الموقع المناسب لإقامة المستشفى .. واستخدم الرازي أسلوبا عبقريا لاختيار الموقع الصحي الملائم .. إذ قام بتعليق قطع من اللحم في أنحاء متفرقة من ضواحي بغداد .. وبعد فترة قام بفحصها .. واختار لبناء المستشفى الموقع الذي لم تفسد فيه قطعة اللحم .
كما برز أبوبكر الرازي  في الطب النفسي .. كذلك كان أمهر أطباء العيون الذين عرفتهم البشرية .. ونالت رسالته عن (الجدري والحصبة) شهرة واسعة .. وأُعيد نشرها في أوروبا أكثر من أربعين مرة .
و كان احد الرواد الذين دعوا إلى التحكيم العقلي في العلم الإسلامي وهو يشبه في ذلك معاصره الفرابي في ميدان الفلسفة.من أشهر مؤلفاته كتاب " الحاوي " و " الطب المنصوري " .كما أن كتابه في الحميات ذات البثور كالحصبة و الجدري اعتمد عليه الأطباء زمنا طويلا و يعد كتاب الرازي في أمراض الأطفال الأول من نوعه .و قد ترجمت كتب الرازي إلى اللغات اللاتينية عدة مرات و في تواريخ مختلفة ، وقد أعيد طبع ترجمة كتابه الجدري و الحصبة في عام 1745 و ظلت كليات الطب الأوربية تعتمد على كتبه زمنا طويلا ...
المصدر
مجلة عالم سابك *بتصرف*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق